أربع اتجاهات ترسم مستقبل البنى التكنولوجية للحوسبة السحابية ومراكز البيانات والحوسبة الطرفية 
 أربع اتجاهات ترسم مستقبل البنى التكنولوجية للحوسبة السحابية ومراكز البيانات والحوسبة الطرفية 

 أربع اتجاهات ترسم مستقبل البنى التكنولوجية للحوسبة السحابية ومراكز البيانات والحوسبة الطرفية 

تقترب طواقم العمل المسؤولة عن البنى التكنولوجية والعمليات من قيادة مستقبل تطور البنية التكنولوجية للحوسبة السحابية ومراكز البيانات والحوسبة الطرفية بالتزامن مع ظهور أربع اتجاهات رئيسية عالمية قد تمهد الطريق نحو ابتكارات جديدة.  

وفي ظل المناخ الاقتصادي الراهن، قد لا تشكل البنى التكنولوجية التحدي الأبرز الذي يواجه الشركات خلال عام 2023، لكن طواقم العمل المشرفة على البنية التكنولوجية والعمليات هي التي ستتأثر بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية وسيقع على عاتقها دور حيوي للتخفيف من حدة آثارها. ولن يكون هذا العام عام تحقيق الطموحات الكبرى لكنه سيمثل مرحلة تقوم فيها الشركات بإعادة ترتيب الأولويات واستحواذ أدوات جديدة وإعادة التفكير في البنية التكنولوجية.  

وفي قلب الأزمات تكمن الفرص، وبالتالي تبرز فرصة إجراء تغييرات إيجابية قد طال انتظارها. وستشكل الاتجاهات الأربعة التالية على صعيد البنية التكنولوجية للحوسبة السحابية ومركز البيانات والحوسبة الطرفية حجر أساس لانطلاق تطورات مستقبلية بموازاة توجه طواقم البنية التكنولوجية والعمليات نحو اعتماد تكنولوجيا وأساليب جديدة في العمل بالرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي.  

الاتجاه 1: طواقم الحوسبة السحابية ستعمل على تطوير البنية السحابية وإعادة هيكلتها 

انتشرت الحوسبة السحابية العامة على نطاق واسع عالميا لكن العديد من عمليات النشر السحابي كانت سيئة التنفيذ ومحصورة بأهداف ضيقة. وتبرز أمام طواقم البنية التكنولوجية والعمليات الفرصة هذا العام للتمعن في البنى السحابية المشيدة على عجل أو التي تمت هندستها بشكل رديء ومن ثم العمل على تعزيز كفاءتها ومرونتها وفعاليتها من ناحية التكلفة. 

ويجب أن تركز عملية إعادة الهيكلة على تحسين التكاليف من خلال استبعاد البنى السحابية غير المستخدمة أو الزائدة أو المبالغ في بنائها، والعمل على توطيد مفهوم مرونة الأعمال بدل الإسهاب عند مستوى وفرة الخدمات، وتسخير البنية السحابية كوسيلة للحد من اضطرابات سلاسل التوريد، فضلا عن بذل الجهود من أجل تحديث البنية التكنولوجية. ووفقا لمؤسسة جارتنر، ستصبح 65 بالمئة من أحمال الحوسبة العائدة للتطبيقات جاهزة للتوصيل مع بيئة السحابة أو متوافقة معها بحلول العام 2027، مسجلة ارتفاعها مقارنة مع 45 بالمئة في 2022. 

الاتجاه 2: الهندسة الجديدة لبناء التطبيقات تتطلب أنواعا جديدة من البنى التكنولوجية  

تواجه طواقم البنية التكنولوجية والعمليات تحديات مستمرة من أجل تلبية الطلبات الجديدة والمتنامية على أنواع جديدة من البنى التكنولوجية بما فيها بنية الحوسبة الطرفية التي تعالج البيانات الكثيفة، والبنى التي لا تعتمد على هندسة معالجات x86 والمكرسة حصرا لتشغيل عمليات حوسبية متخصصة، إضافة إلى هيكليات الحوسبة الطرفية العاملة من دون خوادم وخدمات تكنولوجيا الجيل الخامس النقالة. وتتوقع مؤسسة جارتنر أن 15 بالمئة من أحمال الحوسبة من المستوى الإنتاجي القائمة في المنشآت سيتم تشغيلها في حاويات الحوسبة الافتراضية بحلول العام 2026، مسجلة ارتفاعها عن أقل من 5 بالمئة العام 2022.  

ولذلك يجب على خبراء البنية التكنولوجية والعمليات المبادرة إلى تقييم الخيارات البديلة بعناية والتركيز على قدراتهم في مجال الإدارة والتكامل والتحول بمواجهة القيود من ناحية الموارد والكفاءات والوقت. ويجب تجنب العودة للأساليب أو الحلول التقليدية لمجرد أنها كانت تعمل بشكل جيد في السابق. فالفترات التي تسودها تحديات تعتبر فرصة من أجل الابتكار وإيجاد الحلول الجديدة التي تلبي متطلبات العمل.  

الاتجاه 3: طواقم مراكز البيانات ستعتمد مبادئ الحوسبة السحابية ضمن المنشآت 

تشهد مراكز البيانات تقليص أحجامها وانتقالها إلى مراكز البيانات المستأجرة المتاحة كمنصات. وعند مزاوجة النماذج الجديدة التي تتيح كل شيء كخدمة مع مفهوم البنية التكنولوجية المادية فإن ذلك يقدم للبنى التكنولوجية ضمن المنشآت مزايا التركيز على جودة الخدمات والاستفادة من النماذج الاقتصادية المعمول بها في بيئات السحابة. 

وتشير دراسة جارتنر أن 35 بالمئة من البنى التكنولوجية لمراكز البيانات ستتم إدارتها بالاعتماد على منصات تحكم تعتمد على تكنولوجيا الحوسبة السحابية بحلول العام 2027، ارتفاعا عن أقل من 10 بالمئة للعام 2022. ولذلك يجب أن يركز خبراء البنية التكنولوجية والعمليات هذا العام على تشييد بنى سحابية أصيلة داخل مراكز البيانات، ونقل أحمال العمل الحوسبي من المرافق المملوكة إلى المرافق المستأجرة أو إلى بيئات الحوسبة الطرفية، أو اعتماد النماذج التي تقدم البنى التكنولوجية المادية كخدمة. 

الاتجاه 4: المؤسسات الناجحة تمنح تطوير الكفاءات أولوية قصوى 

لا يزال نقص المهارات أحد أكبر العوائق التي تواجه مبادرات تحديث البنى التكنولوجية، حيث شهدت مؤسسات كثيرة عدم إمكانية توظيف مواهب خارجية من أجل سد فجوة المهارات. ولن تنجح مؤسسات التكنولوجيا ما لم تمنح الأولوية لتنمية المهارات بشكل طبيعي فيها. 

ولذلك يجب على القادة في مجال البنية التكنولوجية والعمليات جعل تنمية المهارات على رأس أولوياتهم هذا العام. ويجب تشجيع الموظفين المتمرسين في البنية التكنولوجية والعمليات على تولي أدوار جديدة مثل مهندسي موثوقية المواقع أو مستشارين خبراء متخصصين للعمل مع طواقم التطوير ووحدات الأعمال. وتتوقع مؤسسة جارتنر أن 60 بالمئة من طواقم البنية التكنولوجية لمركز البيانات ستكتسب مهارات ذات صلة بمجال الأتمتة والحوسبة السحابية بحلول العام 2027، مقارنة مع 30 بالمئة كما كان في 2022. 

تصفحوا العدد الجديد