تقنيات السحابة تشكل قفزة نوعية في عالم المال والأعمال  
تقنيات السحابة تشكل قفزة نوعية في عالم المال والأعمال  

تقنيات السحابة تشكل قفزة نوعية في عالم المال والأعمال  

توفر الحوسبة السحابية والحلول المرتبطة بها إمكانية الوصول من خلال الويب لحساب الموارد والمنتجات، بما في ذلك أدوات التطوير وتطبيقات الأعمال وخدمات الحوسبة وتخزين البيانات وحلول الشبكات حيث تتم استضافة هذه الخدمات السحابية في مركز بيانات مورّد البرامج وتتم إدارتها بواسطة موفر خدمات السحابة أو في الموقع في مركز بيانات العميل. 

 في هذا التقرير رصدنا آراء من عالم المال والأعمال عما أحدثته تلك السحابة من تطورات 

  

طارق سلامة، مدير حلول الشؤون الهندسية في كلاوديرا لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا  

  

  

وفقًا لدراسة أجرتها شركة كلاوديرا، هناك العديد من الأسباب الرئيسية التي تدفع الشركات في منطقة الشرق الأوسط لنقل بياناتها إلى السحابة، مثل تعزيز سرعة الابتكار (47٪)، وتحسين الاستدامة (42٪)، وإتاحة الوصول إلى البيانات (40٪). وتختار الشركات هذا التوجه لأن تقنيات السحابة تمنح الكثير من المرونة وتساعد في تسريع عمليات التطور والتحول الرقمي للشركات في جميع أنحاء المنطقة. كما تساهم السحابة في تعزيز التعاون عن بعد مع كافة أنحاء العالم، وتدعم الابتكار وتقدم فرصاً للتجربة بتكاليف غير باهظة. وتضمن السحابة أيضاً استدامة الأعمال بفضل ما تقدمه من تدابير الأمان القوية والامتثال للقوانين وخيارات استعادة البيانات.  

وبشكل عام، تعد تقنيات السحابة أساسية للتحول الرقمي، مما يمكن الشركات من التحلي بالمرونة والاستجابة والتنافسية في العصر الرقمي. ولكن أكثر من ثلاثة أرباع المؤسسات المشاركة في الدراسة (76٪) تخزن بياناتها حالياً في بيئة هجينة، مما يعني أنهم يستخدمون السحابة الخاصة والسحابة العامة والبنية التحتية المحلية. وثلثان (66٪) من الشركات المشاركة تتفق على أن وجود البيانات في بيئات متعددة السحابة والبنية التحتية المحلية يزيد من صعوبة استخراج قيمة من جميع البيانات في الشركة.  

مع وجود البيانات في مجموعة متنوعة من بيئات السحابة الهجينة، تجد العديد من الشركات صعوبة في استخراج القيمة الكاملة من أصول بياناتها. وتتيح كلوديرا للعملاء إدارة واستخراج القيمة من بياناتهم في بيئات السحابة الخاصة والعامة.  

يحتاج الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة إلى السياق الصحيح، فهي تعتمد حصراً على البيانات التي تم تدريبها عليها. ولتتمكن هذه النماذج من تحقيق النجاح، يجب أن تتميز بالثقة، والثقة في الذكاء الاصطناعي تبدأ بالثقة في البيانات الخاصة بالشركة.  

وبينما يتغير سوق الذكاء الاصطناعي بسرعة، تبقى البيانات والسياق خياراً ثابتاً لنجاح أي نموذج ذكاء اصطناعي. وتساعد كلاوديرا الشركات في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة منذ سنوات، وسنواصل الابتكار حتى يمكن للعملاء الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الموثوقة والآمنة والمسؤولة.  

تعتمد الشركات في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير على تقنيات السحابة بحسب الاستبيان الأخير الذي أجريناه في منطقة الشرق الأوسط، حيث تخطط 86٪ من الشركات لنقل المزيد من البيانات إلى السحابة بين السنة و3 سنوات القادمة. وتساهم حاجة الشركات إلى تسريع الابتكار وتحسين الاستدامة وسهولة الوصول إلى البيانات في تحفيز هذا التحول. ومع ذلك، تخطط هذه الشركات أيضاً لاستعادة بعض البيانات إلى بيئاتها المحلية، مما يشير إلى وجود توجه نحو النهج الهجين.  

ومن الضروري فهم احتياجات ومتطلبات العمل لاختيار السحابة الأمثل وإدارة البيانات بفاعلية. ويساعد فهم متطلبات العمل على اتخاذ قرار صائب عند الاختيار بين حفظ البيانات في السحابة العامة أو في بيئة محلية. وتساعد البيانات التحليلية لمتطلبات العمل الشركات على مراقبة أداء العمليات قبل اتخاذ أي قرار في اتجاه أو آخر. وعادة، يكون تخزين مهام العمل الروتينية والتي تستهلك مستوى مستقر نسبياً من الموارد أكثر توفيرا على البيئة المحلية، بينما تكون خدمات العملاء المتغيرة مناسبة للسحابة بسبب مرونتها.  

على الرغم من أن السحابة تساعد الشركات على تعزيز المرونة، يدرك قادة البيانات وجود العديد من التحديات في التعامل مع السحابة،  مثل القوانين المحلية والتكلفة. وتميل الشركات للحذر بشأن الآثار المالية للخطأ في مجال حوكمة البيانات أو سيادة البيانات. بالإضافة إلى ذلك، تأخذ الشركات تكلفة السحابة في الحسبان، حيث يمكن أن تصبح السحابة مكلفة بشكل متزايد كلما ازداد استخدام الشركات لها. ويجب على الشركات الإلمام بطبيعة بياناتها ومتطلبات العمل قبل اتخاذ أي قرار بشأن السحابة.  

  

أمير عدلي مهندس الحلول الأول لدى إنفور 

 

يمكن للمؤسسات من خلال الانتقال إلى السحابة العامة الاستفادة من مجموعة واسعة من المزايا التي تتيح لها تعزيز أدائها وتنافسيتها في المنطقة وخاصة في منطقة الخليج العربي ومصر التي أطلقت فيها الحكومات مبادرات ذات رؤى مستقبلية تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي والتنوع الاقتصادي.  

  

وتتيح حوسبة السّحاب عند نشرها بالشكل الصحيح تحسين مستويات الأمن والكفاءة والقدرة على الابتكار على نطاق واسع، كما تزود فرق العمل باطلاع أعمق على سير العمليات، وتساعد في جمع البيانات وتحقيق قيمة كبيرة منها.  

  

وعلى الرغم من المزايا المتعددة والواضحة التي تتيحها حوسبة السّحاب، إلا أن العديد من المؤسسات لم تبدأ إلى الآن باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، وتقوم بتأجيل اتخاذ قرارها في هذا السياق بسبب المخاوف من التكلفة، والتعقيدات المرتبطة بها، وعدم توافر الخبرات اللازمة، والقدرة على إدارة عملياتها خلال المرحلة الانتقالية التي ستفضي إلى التغير الملموس الذي ينطوي عليه الانتقال إلى السحابة العامة.  

  

لقد احتل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة خلال الأعوام القليلة الماضية موقع الصدارة في الحديث الواسع في أوساط البرمجيات المؤسسية. كما أن الوعود التي تقدمها هذه التقنيات الحديثة بتضمين قدرات تنبؤية في سلاسل القيمة التشغيلية مثل تحليل البيانات، والدقة في التنظيم وقدرات التخزين، وتقليل أوقات الصيانة اللازمة أسهمت في زيادة حماس المؤسسات تجاه تحسين القيمة المحققة من كل دولار يتم استثماره في هذه الحلول. وتشكل القدرة على الاستفادة من هذه الابتكارات قسماً رئيسياً من التوجه الأوسع للإنفاق على مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات بهدف تسريع سير العمل وزيادة العائد على الاستثمار في إنتاجية الأنظمة. ويهدف نهج إنفور المتعلق بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة إلى تخطي هذه التحديات بصورة مباشرة، واستخدام منظومة الخدمات التشغيلية متعددة الطبقات (Infor® OS) المقدمة من إنفور. وتقوم هذه المنصة السحابية بتوحيد المنتجات المختلفة لبرمجيات إدارة موارد المشاريع (ERP) لضمان اتخاذ المستخدمين لقرارات تتوافق مع حالة العمليات في أماكن أخرى. وتوفر هذه التكنولوجيا المتقدمة أداة هامة في عالم الأعمال اليوم الذي أدت التطورات الأخيرة التي شهدها إلى جعل الذكاء الاصطناعي مصدراً رئيسياً للقيمة وذلك عند استخدامه بالشكل المناسب.  

  

تتيح السحابة ذات المستأجرين المتعددين قدرات تخزين مرنة، وهي مثالية للتقنيات المتقدمة التي تعتمد على كميات هائلة من البيانات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وبالتالي فإنها تسهم في تخليص فرق تكنولوجيا المعلومات من أعباء مهام الصيانة، وتتيح لهم التركيز على المهام الاستراتيجية ذات الأولوية. كما تمكّن المؤسسات من مواصلة التوسيع والتطوير بسبب عدم حاجتها إلى تركيب أجهزة جديدة، إذ أن كل ما عليها فعله هو زيادة سعة التخزين لدى مزود خدمات حوسبة السّحاب فقط.  

  

ويخضع حل حوسبة السّحابة العامة للتحديث المستمر، ما يلغي الحاجة إلى إجراء تحديثات سنوية قد تؤدي إلى إيقاف الأعمال إلى حين إجراء التحديثات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحلول القائمة على السحابة مثل برمجيات إدارة موارد المشاريع (ERP) مزودة بقدرات تخصيص إقليمية تلبي الاحتياجات المحددة لمنطقة معينة مثل الشرق الأوسط أو لدول محددة. على سبيل المثال، يمكن لعملاء برمجيات إدارة موارد المشاريع (ERP) المقدمة من إنفور وبصورة آلية الحصول على حلول متميزة مثل الفوترة الإلكترونية التي تلائم احتياجات الفواتير في المناطق المختلفة.  

  

وتستفيد الأنظمة السحابية ذات المستأجرين المتعددين مثل حلول Amazon Web Services (AWS)، من الاستثمارات الكبيرة التي يتم ضخها في مجال الأمن الإلكتروني، ومن التدقيق المتواصل الذي يقوم به خبراء الأمن الإلكتروني الذين يتابعون بشكل دائم الأساليب الجديدة ودائمة التطور للهجمات الإلكترونية. وقامت (AWS) شريك إنفور في هذا السياق بتصميم سحابتها لتكون البنية التحتية العالمية الأكثر أماناً والتي يمكن فيها إنشاء ونقل وإدارة التطبيقات وأحمال العمل، والمدعومة بأكثر من 300 أداة أمن سحابي.  

  

محمد الزواري المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا بسنوفليك 

تُعتبر السحابة عامل تمكين رئيسي للتحول الرقمي، وهو الأمر الذي لم يكن ممكناً في السابق عندما اعتمدت المؤسسات على تقنياتها المتوفرة في مراكزها فقط. تعزز الحوسبة السحابية من مرونة الشركات حيث تمكّنها من توسيع أو تقليص نطاق موارد تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها بسرعة دون القيام باستثمارات مسبقة في الأجهزة والبرامجيات. ومع التغيرات المستمرة التي يشهدها العالم اليوم، سواء الاهتمام الكبير بالذكاء الاصطناعي التوليدي أو النماذج اللغوية الكبيرة الأعمال أو متطلبات العملاء المتغيرة، تضمن هذه المرونة تمكين الشركات من الاستجابة بسرعة لظروف السوق المتقلبة.  

ولا يتوقف الأمر هنا، إذ تزيل السحابة العوائق التي تعيق التعاون عبر الأقسام والمواقع المختلفة للشركات. لهذا، وبغض النظر عن مكان تواجد الموظف أو العميل أو الشريك في العالم، تسهّل الأدوات والتطبيقات المستندة إلى السحابة من تحقيق التعاون، وبذلك تحسين الإنتاجية والابتكار. في نفس السياق، ومن خلال تخزين البيانات ومعالجتها في السحابة في الوقت الفعلي تقريباً، تكتسب الشركات ميزة تنافسية وتعزز من ذكائها ومرونتها في دفع عملية صنع القرار بشكل أفضل وتحسين خدمة العملاء.  

ولكن مع أي استراتيجية للتحول الرقمي، هناك ضرورة لإبقاء التكاليف منخفضة. تعالج الحوسبة السحابية هذه المشكلة عن طريق تقليل تكاليف تكنولوجيا المعلومات فهي تقضي على الحاجة لشراء الأجهزة والبرمجيات وصيانتها وتطويرها. تعد صيانة التقنيات غير السحابية التي تعتمد عليها المؤسسات عادةً مكلفة، حيث ألزم مقدّمو الخدمة القدامى الشركات غالباً بعقود مكلفة وطويلة الأجل. العكس صحيح مع المنصات السحابية، حيث يدفع العميل مقابل ما يستخدمه فقط ولديه القدرة على تقليص العمليات حسب الحاجة.  

تمكّن تقنيات السحابة الشركات من الوصول إلى الموارد الضرورية للتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. تحقيق ذلك بتكاليف بشكل اقتصادي أمر ممكن حتماً فتقنيات السحابة تساعد الشركات على تقليل تكلفة تطوير وتنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي والقضاء على الحاجة إلى شراء وصيانة الأجهزة باهظة الثمن.  

تساعد البيانات على جلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى السوق بشكل أسرع من خلال تزويد المؤسسات بإمكانية الوصول إلى خدمات وأدوات الذكاء الاصطناعي المعدة مسبقاً. ولكن ينبغي أن تتوفر لدى الشركات منصة بيانات سحابية فعالة واستراتيجية كأساس مهم لتشغيل الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.  

وفيما يتعلق بقطاع التمويل والأعمال بشكل عام، يستطيع الذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام المتكررة، مثل الكشف عن الاحتيال، وتقييم المخاطر، وخدمة العملاء، لتتمكّن القوى العاملة البشرية من التركيز على الأعمال الاستراتيجية. كما يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على اتخاذ قرارات أفضل من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات وتحديد الأنماط التي قد يصعب، أي يستحيل، على البشر رؤيتها.  

يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء منتجات وخدمات جديدة، مثل الاستشارات المالية المخصصة، وروبوتات الدردشة الذكية، والسيارات ذاتية القيادة. إذا نظرنا إلى شركات التأمين على سبيل المثال، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل عمليات المطالبات بشكل أسرع بكثير من التحليل اليدوي، مما يضمن سرعة استجابة شركات التأمين لعملائها.  

تتبنى الشركات في الشرق الأوسط بشكل متزايد التقنيات السحابية، ومن المتوقع أن ينمو سوق السحابة في الشرق الأوسط بمعدل نمو سنوي مركب قدره 18.6% في الفترة من 2022 إلى 2028.… يعود ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية:  

أولاً، تستثمر الحكومات في الشرق الأوسط بكثافة في البنية التحتية للحوسبة السحابية وتقدم حوافز مغرية للشركات التي تتبنى التقنيات السحابية.  

ثانياً، هناك طلب متزايد على الخدمات الرقمية في الشرق الأوسط، والحوسبة السحابية ضرورية لتقديم هذه الخدمات.  

  

وأخيراً، ومع اعتماد التقنيات الحديثة على نطاق أوسع، تساعد الحوسبة السحابية الشركات في الشرق الأوسط على تقليل تكاليف تكنولوجيا المعلومات والتخلص من اعتمادها على التقنيات القديمة التي غالباً ما تؤدي إلى نتائج عكسية على ميزانياتها.  

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة لتسريع اعتماد السحابة في الشرق الأوسط، مثل نقص المتخصصين المهرة في مجال الحوسبة السحابية في المنطقة، والتردد في اعتماد التقنيات السحابية بسبب المخاوف بشأن أمن البيانات ومكان تواجد البيانات، والتأكد من أن العمليات السحابية تتوافق مع اللوائح المحلية التي لا تزال تتطور في الشرق الأوسط.  

 تتميز الحوسبة السحابية بالمرونة، مما يمكّن الشركات من زيادة أو تقليل موارد تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها بسرعة وحسب الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، باستخدام منصة بيانات سحابية حديثة، يتم إصدار الفواتير للمؤسسات على أساس الدفع أولاً بأول، بحيث تدفع الشركات فقط مقابل مواردها، وهو أمر بالغ الأهمية عندما يكون الطلب غير متوقع وقابل للزيادة. على سبيل المثال، في حالة بائع التجزئة، قد يرغب في توسيع نطاق العمليات في الفترة التي تسبق مبيعات عيد الميلاد ثم تقليصها بعد انتهاء الموسم..  

تشمل المزايا الكبيرة الأخرى كون الحوسبة السحابية متاحة عالمياً وليست مقتصرة على موقع محدّج، مما يمكّن الشركات من توفير تطبيقاتها وبياناتها للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، مما يمكّنها بالمقابل من التوسع في أسواق جديدة والوصول إلى عملاء جدد.  

تصفحوا العدد الجديد