جولة في عقل الرئيس التنفيذي .. من إدارة الفريق وتحقيق الأرباح حتى خطط التوسع 
جولة في عقل الرئيس التنفيذي .. من إدارة الفريق وتحقيق الأرباح حتى خطط التوسع 

جولة في عقل الرئيس التنفيذي .. من إدارة الفريق وتحقيق الأرباح حتى خطط التوسع 

تطورت الإدارة من فن يعتمد على الحدس والقدرات الشخصية إلى علم يدرس في الجامعات الكبرى في ظل التعقيدات التي خلقها عالم اليوم لاسيما التكنولوجيا والتي تبدو ولو وهلة وكأنها رتبت دولاب العمل الحديث ولكنها من ناحية أخرى زادته تعقيدًا بالشكل الذي جعل مهام الرئيس التنفيذي تتنوع ما بين إدارة الفريق وتحقيق الأرباح والتصدي للتطورات التكنولوجية عبر التدريب المستمر بالإضافة إلى خطط التوسع التي تفرضها طبيعة المنافسة. 

في هذا التقرير استطلعنا آراء الخبراء وكأنها جولة في عقل الرئيس التنفيذي ليكشف لنا ما الذي يجول بخاطره. 

  • يميل الرؤساء التنفيذيون إلى القيام بالعديد من المهام في نفس الوقت آخذين بعين الاعتبار أن دورهم في حد ذاته يتطلب عقلاً بإمكانه إدارة العديد من المهام. على الرغم من ذلك، يتوجب على الرؤساء التنفيذيين تطوير مهاراتهم وإلّا سينتهي بهم المطاف بفقدان القدرة على التركيز 
  • يحتاج مؤسس العمل إلى اتخاذ قرار حاسم إذا كان يريد الاستمرار في القيام بما يجيده وتوظيف مدير لأعماله، أو أن يصبح مديراً ويوظّف متخصصين للقيام بالعمل فيظهر التخبّط على الكثير من الرؤساء التنفيذيين هنا محاولين القيام بالأمرين، فيفقدون التركيز ويفشلون في إدارة أعمالهم، ثم يعودون لكونهم متخصصين في أعمال شخص آخر 
  • تعد إدارة الشخصيات العامل الأساسي لبناء ثقافة مؤسسية قوية وفعالة و يحتاج القائد إلى فهم الفرق بين موظفيه الأساسيين والثانويين حيث أن كلّاً منهم يُوجَّه بشكل مختلف. إذا قام الرئيس التنفيذي بالتركيز على تطوير أصحاب الأداء المتميز فقط، الذين يمثلوا عادةً 10٪ من القوة العاملة، فسينتج عن ذلك فريق غير فعّال 

التغلب على التحديات التنفيذية وأفضل الممارسات للقيادة الفعالة  

أناستازيا جولوفاتينكو، مديرة الحسابات في شيربا كومينيكيشنز  

تختلف تحديات القيادة حسب حجم العمل. فطبيعة الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة تجعلها تمر بتحولات سريعة الوتيرة في كثير من الأحيان.   

لنتعمق في العالم الديناميكي للقيادة التنفيذية داخل هذه الشركات بغية اكتشاف الاستراتيجيات الحاسمة للنجاح، بما في ذلك تعزيز الابتكار وإدارة القيود المالية وتنمية المواهب، مع دراسة العقبات التي يجب على الرؤساء التنفيذيين التغلب عليها لتحقيق النمو المستدام والحفاظ على ميزة تنافسية في السوق سريع التطور في يومنا هذا.  

ما الذي يدور في عقل الرئيس التنفيذي؟  

يميل الرؤساء التنفيذيون إلى القيام بالعديد من المهام في نفس الوقت آخذين بعين الاعتبار أن دورهم في حد ذاته يتطلب عقلاً بإمكانه إدارة العديد من المهام. على الرغم من ذلك، يتوجب على الرؤساء التنفيذيين تطوير مهاراتهم وإلّا سينتهي بهم المطاف بفقدان القدرة على التركيز. حيث يتوجب عليهم الابتعاد عن القيام بجميع المهام  كالإشراف على الموارد البشرية والمحاسبة والعمليات وتطوير الأعمال وإدارة المشاريع والتركيز على المهمة التي يبرعون بها ألا وهي قيادة المنظومة.  

يمكننا رؤية مثال على ذلك في مجال المطاعم كالطاهي المخضرم الذي قرر أن يفتح مطعم. حيث لن يتمكن الطاهي من القيام بعملية الطبخ بعد افتتاح مطعمه، بل سيتوجب عليه إدارة العمل، والاهتمام بالجوانب القانونية والعمليات اليومية كتوظيف فريق مناسب وما إلى ذلك.  

يحتاج مؤسس العمل إلى اتخاذ قرار حاسم إذا كان يريد الاستمرار في القيام بما يجيده وتوظيف مدير لأعماله، أو أن يصبح مديراً ويوظّف متخصصين للقيام بالعمل. يظهر التخبّط على الكثير من الرؤساء التنفيذيين هنا محاولين القيام بالأمرين، فيفقدون التركيز ويفشلون في إدارة أعمالهم، ثم يعودون لكونهم متخصصين في أعمال شخص آخر. إلّا أنّه في حين اختار المرء توظيف المتخصصين، ليس بالأمر السهل جذب أفضل المواهب لشركة لا تزال صغيرة وغير معروفة. فقد تمثّل إدارة المواهب والتوظيف تحدياً للشركات الصغيرة والمتوسطة وحتى لمؤسسي الشركات الناشئة حيث توجد ملايين المهام الأخرى التي تبقى مشتتة للانتباه.  

هذا كله ولم نتطرّق بعد لكيفية بناء فريق كامل. العثور على أشخاص يمكنهم العمل معاً بكفاءة لتحقيق هدف مشترك مع إبقائهم متحفزين لأشهر وسنوات يعد مهمة شاقة لا يدرك ماهيتها الكثير ممن لديهم وظائف بدوام كامل في الشركات. هذا لأنه دائماً ما تكون هذه مهمة شخص آخر عندما تكون موظفاً بأجر.  

بمجرد الانتهاء من تعيين الأشخاص المناسبين في مكانهم الصحيح، فإن التحدي التالي الذي سيواجهه القائد هو الوتيرة السريعة للتغيير في ظل اقتصاد متقلّب. المثال الحي على ذلك هو الوضع الراهن الذي يواجه الشركات الناشئة الناجحة في جميع أنحاء العالم حيث نتجت عنه العديد من موجات الفصل والتكرار التي تم الإعلان عنها في النصف الأول من عام 2023  

عوامل السوق، التغييرات التشريعية، والتطور السريع للتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والعديد من العوامل الأخرى بإمكانها أن تعطل الأعمال على وجه تام بين عشية وضحاها. إلا أنه بإمكان القائد المتمرّس أن يتجاوز هذه التغييرات نظراً لمهاراته في التكيّف مع المواقف بغض النظر عن شدّتها. و بهذا نتوجه إلى مهارة أخرى مطلوبة وهي القدرة على اتخاذ القرارت في المواقف الصعبة. قد يكون للرحلة إلى القمة العديد من الخطوات، ولكن بمجرد وصولك إلى هناك، فهي محاولة فردية. لديك فقط ذكائك وخبرتك وحدسك لتعتمد عليهم.  

بناء ثقافة شركتك حول أسلوب قيادتك  

تعد إدارة الشخصيات العامل الأساسي لبناء ثقافة مؤسسية قوية وفعالة. يحتاج القائد إلى فهم الفرق بين موظفيه الأساسيين والثانويين حيث أن كلّاً منهم يُوجَّه بشكل مختلف. إذا قام الرئيس التنفيذي بالتركيز على تطوير أصحاب الأداء المتميز فقط، الذين يمثلوا عادةً 10٪ من القوة العاملة، فسينتج عن ذلك فريق غير فعّال. ومن ناحية أخرى، إذا تم التركيز على تطوير الموظفين الثانويين، فسيغادر الموظفون الأساسيون إيماناً منهم بأنهم متواجدون في منظومة خالية من أي دافع  ونيّة للتطور. هذا إلى جانب حقيقة أن كل شخص لديه شخصية مختلفة فهنالك الشخصية السبّاقة، التفاعلية، الخاضعة، الحازمة، العدوانية، والسامية – الأمر الذي يوضح أن القيادة العليا تتعلق بإدارة الأفراد أكثر من إدارة الأعمال. إذ يواصل ريتشارد برانسون التأكيد على أن القائد يجب أن يركز على فريقه وهم بدورهم سيقوموا بالاهتمام بالأعمال.  

تنظيم قوى الفريق  

من الضروري التأكد من توجيه العمليات نحو مفهوم موحد للأعمال بين أعضاء الفريق. في ظل تغيّر المهام أو بقاءها، من المهم أن يكون الناتج الأساسي هو تطور و نجاح الأعمال التجارية ذاتها. بمجرد أن تصبح هذه رؤية الفريق ستكون جميع العمليات موجّهة نحو هذا الغرض. لا بد من التأكيد على هذا التماسك وذلك من خلال الجلسات الدورية مع فرق القيادة وإعادة النظر في رؤية الشركة ورسالتها من وقت لآخر. يجب تقسيم رؤيتك إلى إستراتيجية سنوية، والاستراتيجية إلى خطة ربع سنوية، والخطة ربع السنوية إلى مؤشرات أداء رئيسية شهرية ونقاط تركيز. هذا يساعد الجميع على الحفاظ على تركيزهم، بشكل تصاعدي.  

الموازنة بين المخاطرة والابتكار مع الاستقرار والاتساق كقائد  

يتمتع كل شخص بأسلوب قيادة مختلق يحمل فيه نقاط قوته وضعفه. وبالتالي، من المحبّذ أن يتواجد مؤسسون أو مؤسس في الشركة بالإضافة إلى فريق تنفيذي يتمتع بخبرات وأنماط أداء مختلفة. إذا كنت ذو شخصية اندفاعية، فمن المستحسن أن يكون لديك شخص بخبرات تحليلية ليتمكن من موازنة تلك المخاطرة والنهج الاندفاعي والحصول على رأي ثانٍ لتقييم الأفكار والاستراتيجيات. في كثير من الأحيان، يدير الشخص ذو القدرات التحليلية الشركة، بينما يكون القائد المندفع مسؤولاً عن الابتكار وتطوير الأعمال.  

تطوير قادة المستقبل  

تنمو الأعمال التجارية بالتزامن مع مسار نمو أفرادها. عادةً ما تزدهر الشركات التي توفر فرصاً لفريقها لينمو ويتقلّد أدوار قيادية حيث يتم تعزيز الشعور بالملكية في أعضاء الفريق. علاوةً على ذلك، هناك عاملان مهمان لتحقيق هذا النجاح: التغذية الراجعة الصحية وبيئة التدريب حيث يتم تحديد مجالات التحسين والتطوير.   

من المهم أن نتذكر أن الأعمال التجارية، وخاصة الشركات الصغيرة، يجب أن تكون مسؤولة أمام نفسها أولاً، ثم أمام المساهمين والعملاء. حيث يتم قياس مدى فعالية استراتيجيات القيادة من خلال تحديد أهداف واضحة، وتتبع التقدم نحو تلك الأهداف، وجمع التعليقات من أعضاء الفريق والمالكين، وتقييم تأثير الاستراتيجيات على أداء وثقافة المنظمة. غياب هذه النقاط يعني أن الشركة تعمل فقط على مشاعر وعواطف المؤسسين بدلاً من النتائج الفعلية والتأثير.   

القيادة هي أشياء كثيرة في وقت واحد، وعلى الرغم من أن إتقانها قد يستغرق سنوات، فإن مجرد السير على طريق التعلم هذا يكفي لمساعدة عملك على النمو.   

 استراتيجيات فعالة لإدارة تكنولوجيا المعلومات في الشركات 

كانديد فيست، نائب رئيس الأبحاث في أكرونيس  

في عالمنا اليوم الذي يشهد تغيرات سريعة وتطورات في مجال التكنولوجيا، يواجه الرؤساء التنفيذيون لتكنولوجيا المعلومات مجموعة من التحديات والمسؤوليات الهامة. والسبب الأساسي لهذه التحديات هو مواكبة وتيرة التحول الرقمي وزيادة أهمية التكنولوجيا على نحو غير مسبوق في علميات وأنشطة الشركات. ويتمحور دور الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات حول وضع استراتيجيات تتماشى مع أهداف الشركة الشاملة، ويلعب درواً محورياً في قيادة وإدارة التحول الرقمي داخل مؤسسته. وهو مسؤول كذلك عن ضمان التكامل السهل والسلس لكل الأنظمة ومختلف الوظائف وتعزيز التواصل الفعال والتعاون بين فرق العمل. 

وللتميز في هذا القطاع التكنولوجي سريع التطور، تبحث الشركات اليوم عن رئيسٍ تنفيذي لتكنولوجيا المعلومات يتمتع بمنظور واسع يساعده على تخطي أساليب الإدارة التقليدية خصوصاً مع وجود المخاطر المستمرة والجديدة على النظم الرقمية وخاصة في مجال الأمن الإلكتروني. ولتسليط الضوء على أهمية هذا الدور في عالم الأعمال اليوم، دعونا نتعمق في الاستراتيجيات الأساسية التي يُمكن للرؤساء التنفيذيين لتكنولوجيا المعلومات تطبيقها لمواكبة تطور القطاع التكنولوجي. 

  1. التعامل من المخاطر والتهديدات الإلكترونية أو السيبرانية  

يواجه المجال التكنولوجي على نحو مستمر تهديدات ومخاطر الهجمات السيبرانية. ويدرك المسؤولون عن تكنولوجيا المعلومات الأهمية الشديدة للتعامل على نحو استباقي مع تهديدات الأمن السيبراني. وأحد التهديدات الجديدة هي الهجوم الموجه على مقدمي الخدمات المدارة. وتُمثل هذه الهجمات مخاطر كبيرة لأنها لا تهدد مقدمي الخدمات المدارة فقط ولكنها تؤثر كذلك على كل عملاء تلك الشركات خاصة الصغيرة والمتوسطة منها. ولا تزال هجمات التصيد الاحتيالي تمثل تهديداً سائداً مع الاستغلال العاطفي واستخدام البريد الالكتروني وتنبيهات الهواتف الذكية لإغراء الضحايا. وهذا يؤكد على أهمية تواجد تدابير قوية للأمن الإلكتروني للحماية ضد هذه الانتهاكات. 

  1. تحقيق التوازن في تطبيق استراتيجيات فعالة 

يواجه المسؤولون عن تكنولوجيا المعلومات العديد من التحديات عند تطبيق استراتيجيات الأمن السيبراني، وأحد التحديات الأساسية هو إيجاد التوازن الأمثل بين الكفاءة من حيث التكلفة والحماية الشاملة، وغالباً ما تؤدي الرغبة في خفض التكاليف إلى حلول متعددة ومجزأة، والتي يمكن أن تكون أكثر تكلفة عند حدوث خرق أمني. وتؤدي زيادة هجمات برمجيات الابتزاز أو الفدية إلى ضرورة تواجد خطط مخصصة للتعافي من الكوارث، لأن عدم وجود مثل هذه الخطط الوقائية قد يتسبب في العديد من العواقب السلبية بما في ذلك الخسائر المادية والإضرار بسُمعة الشركة. 

  1. الاستثمار في فرق العمل 

للحد من مخاطر الأمن السيبراني، يحتاج الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والمسؤولون عن أمن المعلومات إلى منح الأولوية لاستراتيجيات الأمن الالكتروني المُنظمة والمُصممة على نحو مميز. ويجب أن يدركوا أن الخطأ البشري يسهم على نحو ملحوظ في الخروقات ويجب عليهم لذلك الاستثمار في تدريب فرق العمل لديهم، من خلال تزويدهم بأحدث الأدوات والحلول. ويعتبر التعاون مع خبراء الأمن الإلكتروني ضرورة ملحة، إضافة إلى استخدام أدوات معالجة البيانات للحصول على تحليلات، وإدراك أن الأمن الإلكتروني هي مسؤولية مشتركة للمؤسسة بأكملها. 

  1. بناء المهارات في مجال الأمن السيبراني 

يتطلب التعامل مع تحديات الأمن السيبراني توفر المهارات والتدريبات الصحيحة، ولذلك يُركّز الرؤساء التنفيذيون لتكنولوجيا المعلومات على أهمية التعليم منذ مراحل مبكرة، لتزويد رواد تكنولوجيا المعلومات في المستقبل بالمعارف لتطوير منتجات تتعامل مع الهجمات الإلكترونية، مع الاعتماد على التنوع في المهارات وتعزيز الابتكارات والقدرة على التكيف داخل المجال. 

  1. أسلوب عمل يعتمد على التعاون  

فرق عمل تكنولوجيا المعلومات الناجحة هي التي تعتمد على أسلوب التعاون عند وضع خطط الأمن الإلكتروني، ويتضمن هذا تقييم البيانات الهامة لأنشطة الأعمال، وتصميم الجداول، واختبار كفاءة الخطة، والإدارة والصيانة المستمرة، والتحديثات الدورية، والأتمتة الفعالة لكافة الإجراءات. وتولي بيئة العمل الذكية أهمية قصوى للكفاءة والأتمتة، فضلاً عن مصادقة متميزة متعددة العوامل لتأمين الوصول للبيانات. 

  1. تأسيس استراتيجية شاملة لأسلوب العمل عن بُعد والعمل الهجين 

مع تزايد الاعتماد على أساليب العمل الهجينة، يركز الرؤساء التنفيذيون لتكنولوجيا المعلومات على العديد من العوامل عند تطوير خطط الأمن الإلكتروني الشاملة. ويتضمن هذا حماية نقطة النهاية بالنسبة للأجهزة التي تتعامل مع شبكات غير موثوق فيها، مع ضمان تأمين الإعدادات وإجراء فحوصات الامتثال. علاوة على ذلك، تحرص الشركات على توفير أداوت مُعتمدة للتعاون وضمان تشفير الأقراص لكل الأجهزة للحد من مخاطر العمل عن بُعد. 

 كيف يواجه الرئيس التنتفيذي تحولات عالم التكنولوجيا بالنظر لقطاع السفر؟ 

علي حيدر، المدير الإقليمي، نومادِك  

تشير مصادر متعددة إلى النمو الكبير الذي يشهده قطاع السفر الدولي مؤخراً. في عام 2022، سجلت دبي 14.36 مليون زائر لليلة واحدة. يقترب ذلك الرقم من عام 2019 والذي سجل  16.73 مليون زائر، ومن المتوقع أن يتجاوز عام 2023 هذه الأرقام. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في عام 2022، انتعشت حركة السفر للعمل عالمياً إلى ما يقرب من 70% من مستويات ما قبل الوباء.  

يمرّ السفر بدافع العمل بتحولات كبيرة مدفوعة بالتكنولوجيا وتطور توقعات المسافرين، فقد أحدث ظهور التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، نقلة نوعية في تجربة السفر. الآن، تستفيد الشركات من تكنولوجيا السفر لتبسيط إجراءات السفر للعمل عن طريق أتمتة استكمال طلبات التأشيرة، والتحقق من الامتثال لقوانين الهجرة وما إلى ذلك، بصورة تضمن الفعالية والكفاءة لكل من المسافرين والمديرين.  

يفضل الموظفون في وقتنا الحالي الجمع بين إجازتهم السنوية ورحلة عمل في ظاهرة تُعرف باسم “بليجر”، أو “العمل والترفيه”. أفاد ما يقرب من 62% من المسافرين للعمل ممن شملهم استبيان أجرته الجمعية العالمية لسفر الأعمال أنهم يسافرون الآن بشكل متكرر للعمل والترفيه، حيث قام 42% منهم بتمديد رحلات العمل بإضافة أيام من أيام إجازتهم السنوية. ولتلبية هذا الطلب، تبادر الشركات الآن بتقديم سياسات سفر أكثر مرونة لموظفيها.  

ولمواءمة سرعة التغييرات التي يمر بها مشهد الهجرة وسفر الأعمال، أصبح تطوير التحديثات والتنبيهات في الوقت الفعلي لمتطلبات السفر وقوانين دخول أي دولة أمراً بالغ الأهمية. لهذا، تحرص الشركات على تنويع استراتيجيات السفر الخاصة بها باستخدام تكنولوجيا السفر لمواكبة آخر الأخبار وحماية موظفيها من الاضطرابات المحتملة.  

وجد استبيان أجرته “فراغومين” لتحليل 350 ألف رحلة عمل تقريباً أنه على الرغم من أن رحلات العمل قصيرة عادة، وغالباً ما تستمر لمدة أسبوع أو أقل، إلا أن السفر بعد كوفيد-19 يشير إلى تحوّل جوهري وتوجه نحو رحلات عمل طويلة الأمد، وهو اتجاه يدعمه تزايد الطلب على تأشيرات الرحّل الرقميين.   

ترسم هذه الاتجاهات صورة قوية للانتعاش الصحي في قطاع السفر، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يستشرف مستقبلاً مليئاً بالتفاول لهذا القطاع الحيوي.  

في حقبة ما بعد الوباء، ينبغي على الشركات تسخير التكنولوجيا المتقدمة، مثل التكنولوجيا التي تقدمها نومادك، للتعامل مع أي تعقيد في إجراءات السفر للعمل. يمكن لهذه الأدوات إنشاء ملفات التعريف للمسافرين، وإدارة المخاطر، وأتمتة عملية تقديم الطلبات، والتأكد من صحة تراخيص السفر لرحلات سلسة وفعالة من حيث التكلفة. تحدد تقييمات السفر الشاملة الحاجة إلى تأشيرات أو تراخيص العمل، مما يوفر إرشادات فورية للمسافرين حول قيود التأشيرات لضمان الامتثال لقوانين البلدان التي يسافرون إليها. تعزز تقنية أتمتة العمليات الروبوتية من دقة وكفاءة الطلبات أونلاين، بينما تقوم ملفات تعريف المسافر بتخزين البيانات الفردية بشكل آمن، مما يقضي على الحاجة لإعادة إدخال المعلومات بصورة متكررة. كما تضمن المراقبة في الوقت الفعلي، إلى جانب تتبع نظام تحديد المواقع العالمي الاختياري، التتبع الدقيق لموقع المسافر والتذكير بصلاحية التأشيرة في الوقت المناسب. وأخيراً وليس آخراً، يعزز التكامل السلس مع أنظمة المؤسسات عبر واجهة برمجة التطبيقات من الشفافية. تعد هذه الأدوات الرقمية ضرورية للحفاظ على الامتثال للوائح التنظيمية نظراً لمشهد السفر المتغير باستمرار.  

لإدارة سفر الشركات بكفاءة في مشهد اللوائح العالمية المتطورة، ينبغي على الشركات تحديد فريق سفر مخصص لهذه المهمة. قد يكون هذا الفريق داخلي أو عبارة عن شراكة مع إحدى منصات السفر الرائدة مثل نومادك. تُعدّ الاستفادة من أنظمة إدارة السفر المتقدمة أمراً بالغ الأهمية، حيث توفر هذه المنصات تحديثات فورية حول قيود السفر، وقواعد التأشيرات، والمتطلبات الصحية. كما تعتبر قنوات الاتصال المتسقة بين الإدارة والموظفين نقطة مهمة، حيث تعمل قواعد البيانات المركزية كنقطة مرجعية. أضف إلى ذلك أن التعاون مع السفارات والقنصليات يزيد من تدفق المعلومات. ويُعدّ التدريب والتكنولوجيا، جنباً إلى جنب مع العلاقات الاستراتيجية، أمراً أساسياً للامتثال والسلامة.  

تصفحوا العدد الجديد