ضرورة أن تكون إدارة البيانات هي جوهر عملية التحول الرقمي في قطاع المال الإماراتي
ضرورة أن تكون إدارة البيانات هي جوهر عملية التحول الرقمي في قطاع المال الإماراتي
Abstract digital background. Big data code matrix. 3d

ضرورة أن تكون إدارة البيانات هي جوهر عملية التحول الرقمي في قطاع المال الإماراتي

تحتاج شركات الخدمات المالية والمصرفية إلى القدرة على تلبية التوقعات المتغيرة لعملائها في الوقت الحالي…تحدث فريد كريهان، نائب رئيس المنطقة في الأسواق الناشئة لدى شركة (Confluent)، عن أهمية الإدارة القوية البيانات للنمو في قطاع الخدمات المالية في الإمارات العربية المتحدة. 

يعيش قطاع الأعمال المصرفية والمالية في الإمارات العربية المتحدة تعافياً كبيراً. وفي النصف الأول من عام 2022، سجل 11 بنكاً وطنياً مُدرجاً أرباحاً صافية بلغت 5.69 مليار دولار أمريكي، بفضل الإيرادات المرتفعة والسيولة العالية. من خلال العوامل الإيجابية التي شهدتها القطاعات الرقمية في الأعوام السابقة، فإن استمرار هذا النمو خلال عام 2023 أمراً واعداً، كما يُتوقع أن تلعب التحولات الرقمية المستمرة دوراً هاماً في المساهمة في هذا النمو المستمر.

يمر قطاع الخدمات المالية في الوقت الحالي، بفترة تغيير كبيرة، ويسهم في ذلك العديد من العوامل، مثل الارتفاع في جرائم الإنترنت، وتغير توقعات الزبائن، ونمو البنوك الرقمية المنافسة. والتعامل مع هذا التغيير يتطلب الحيوية والابتكار، حيث يمكن أن تشكل الرقابة والحوكمة العالية المطلوبة في الصناعة عائقاً لذلك.

للتنقل بنجاح خلال هذه الفترة التي تشهد تغيراً كبيراً، يجب على المؤسسات المصرفية والمالية في الإمارات العربية المتحدة وفي جميع أنحاء المنطقة أن تضع الابتكار والتكنولوجيا في جوهر الإعادة الهيكلية الخاصة بها. فقط حينها يمكنهم زيادة الكفاءة وتبسيط العمليات وتلبية متطلبات العملاء المتغيرة. مع تقدير شركة Gartner)) لإنفاق بنوك ومؤسسات الاستثمار مبلغ 623 مليار دولار على منتجات وخدمات التكنولوجيا في العام 2022، فمن الواضح أن العديد من الشركات قد وصلتها الرسالة. وعندما يحدد الشركات في صناعة الأعمال المصرفية والمالية أفضل مكان لتركيز هذا الإنفاق، يجب أن يضعوا إدارة البيانات بشكل قوي في الصدارة.

لماذا تُعد إدارة البيانات مهمة؟ لأن البيانات هي جوهر معظم الأعمال – ولقد جلبت السنوات القليلة الماضية تغييراً كبيراً في الطريقة التي يجب على المؤسسات أن تفكر بها في معالجة وإدارة تلك البيانات. اليوم، من الأساسي أن تتمكن الشركات من دمج البيانات من تطبيقات وخدمات مختلفة، ويجب أن تكون هذه البيانات دقيقة وكاملة وفي الوقت الفعلي، وخاصة في الشركات المالية من المستحيل اتخاذ قرارات دقيقة أو مناسبة استناداً إلى البيانات القديمة.

إنّ امتلاك وصول سهل إلى البيانات الموثوقة والمحدثة يمكّن الشركات من تقديم خدمة أفضل وأكثر تخصيصاً للعملاء، بالإضافة إلى التعامل مع قضايا مثل الاحتيال. تتحول المؤسسات من الأنظمة التقليدية لتخزين البيانات وجمعها، مثل Excel))، وتنظر في نظم أكثر تطوراً وفعالية، تستخدم قواعد البيانات والتطبيقات والبرامج كخدمة (SaaS) والسحابة.

السماح بتدفق البيانات بسلاسة في الوقت الحقيقي يمكّن من الابتكار الحقيقي – وفيما يلي ثلاث حالات استخدام من قطاع الخدمات المالية تبرز هذا الأمر.

تقنية المدفوعات الرقمية:

يدفع الناس الآن معظم الأشياء بشكل رقمي، من النقل إلى التلفزيون وتطبيقات الهواتف المحمولة إلى الألعاب والتجارة الإلكترونية. لقد كان لا بد من توسيع البنية التحتية العالمية للدفعات وتحييدها بسرعة لتلبية هذا الطلب – ولم يكن هذا تحولاً بسيطاً، لاسيما في ظل ظروف أمنية أكثر تحدياً وتنظيمات صارمة.

كل شيء يتعلق بالبيانات، العديد من شركات التكنولوجيا المالية، على سبيل المثال، تعمل على إطلاق منصات سحابية تعتمد على وصول البيانات الفورية. مع وجود العديد من المنصات والقنوات والشبكات، أصبح الاحتيال مشكلة متزايدة في المدفوعات الرقمية، وأصعب من أي وقت مضى للاكتشاف والعرقلة، بسبب السطح الهجومي الأكبر المتاح للمجرمين الإلكترونيين لاستهدافه. يسهم الوصول إلى البيانات الفورية في اكتشاف ومنع الاحتيال قبل الانتهاء من العمليات.

البقاء آمنين:

يمكن للهجمات السيبرانية (الإلكترونية) والاحتيال المالي أن يكونا جزءاً من نفس العملية الكلية، حيث يكون الهجوم مثل الصيد الاحتيالي أو الاستيلاء على الحساب غالباً ما يسبق الاحتيال القصير أو الطويل الأمد. ونتيجة لذلك، تزداد انتشاراً المراكز المتكاملة في الدفع نحو مشاركة المعلومات وحجب الهجمات. ولتحقيق النجاح، يحتاج الناس إلى تبني طرق جديدة وتعاونية في العمل. كما يجب إسقاط الحواجز التقليدية بين الفرق الداخلية. من المهم أن يتبنى الجميع، بما في ذلك القيادة التنفيذية، الشكل الجديد في مكافحة بيئة الجريمة الإلكترونية وتحديات الاحتيال المتزايدة.

المخاطرة في الوقت الحقيقي:

ألقت الأزمة المالية العالمية عام 2008 الضوء على إدارة المخاطر، مما أدى إلى تطور التقنيات وتطوير فئات الأصول الجديدة، وأصبحت البيانات المستخدمة في حسابات المخاطر أسهل في الوصول إليها، كما زادت كميتها وتعقيداتها. إنّ المؤسسات المالية مثل إدارات الأصول، والبنوك التجارية والتجزئة وصناديق التحوط وشركات التأمين جميعها تواجه تحديات خاصة بالبيانات وقياسات المخاطر واللوائح ومتطلبات التقارير. تحتاج الشركات إلى فهم ومعالجة هذه العوامل لتقديم رؤية للمخاطر في الوقت الحقيقي والسيطرة على بيئة المخاطر.

استخدام البيانات لقيادة التحول الرقمي:

تحتاج الشركات في مجال الخدمات المالية والمصرفية إلى القدرة على تلبية التوقعات المتغيرة للعملاء في الوقت الحالي، من خلال تقديم تجارب ممتازة في الوقت الحقيقي. لتوفير التجربة المطلوبة والتنقل بنجاح خلال فترة التغيير الحالية، تحتاج الشركات للوصول إلى رؤى في الوقت الحقيقي، بالإضافة إلى تجميع جميع البيانات على منصة مشتركة. إذاً، ولكي تتمكن البنوك والشركات المالية في الإمارات العربية المتحدة من التعامل بنجاح مع التخريب والابتكار وتغيير نماذج أعمالهم ضمن المناخ المتغير، يتعين عليها التركيز على إدارة البيانات عند تخصيص المصاريف التقنية الخاصة بها. 

تصفحوا العدد الجديد