كشفت شركة “جيه إل إل” عن الدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في تشكيل مشهد مراكز البيانات في المنطقة. ففي حين أن سعي الحكومات نحو التحول الرقمي يغذي الطلب على مراكز البيانات في الشرق الأوسط، فقد نجحت الإمارات في ترسيخ مكانتها بقوة كدولة رائدة في قيادة تطور مراكز البيانات من خلال مجموعة مكونة من 28 مركز تنظيم، إلى جانب وجود العديد من مراكز البيانات ومقدمي الخدمات السحابية الذي أسسوا وجوداً لهم في الدولة أو يسعون إلى توسيع نطاق تواجدهم فيها.
وصنف التقرير الصادر بعنوان “إطلاق العنان للإمكانات: مستقبل مراكز البيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا”، دبي وأبوظبي باعتبارهما السوقان الرئيسيتان لمراكز البيانات في الدولة واثنتان من أذكى المدن، ليس فقط في المنطقة ولكن بين أفضل 20 مدينة ذكية في العالم، وذلك وفقاً لأحدث مؤشر للمدن الذكية الصادر عن المعهد الدولي للتطوير الإداري. ويعزز ذلك جهود دولة الإمارات المستمرة للتحول إلى اقتصاد رقمي قوي وتعزيز مكانتها في مشهد مراكز البيانات المتنامي في المنطقة. ويسهم اللاعبون الرئيسيون في القطاع، مثل “إكوينيكس” و”خزنة”، في تسريع هذا الزخم، حيث تهدف الأخيرة إلى تحقيق قدرة إجمالية مخططة تبلغ 300 ميجاواط من خلال إضافة 12 منشأة جديدة إلى محفظتها في غضون عامين فقط.
وفضلاً عن امتلاكها لمعدل انتشار متميز للإنترنت يفوق 98%، اكتسب دولة الإمارات شهرةً كمركز إقليمي للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مدفوعةً بمبادرات مثل “دبي الذكية” و”الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة”. علاوةً على ذلك، تهدف الدولة أيضاً إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والنقل والخدمات الحكومية، مدعومةً باستراتيجيتها القوية للذكاء الاصطناعي. وترسخ هذه الإنجازات البارزة دولة الإمارات كوجهة جذابة للاستثمارات في مراكز البيانات، حيث ينظر إليها المستثمرون كخيار آمن وموثوق.
ومن خلال الخوض في العديد من العوامل التي تؤثر على بيئة الاستثمار وتمكينها، يسلط التقرير الصادر عن شركة “جيه إل إل” الضوء على دور مزودي الخدمات السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة في تشكيل سوق مراكز البيانات المزدهرة في المنطقة. وفي حين تستقطب منطقة الشرق الأوسط استثمارات ضخمة من كبار مزودي الخدمات السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة مثل “أمازون ويب سيرفيسيز” و”مايكروسوفت”، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تستحوذ حالياً على أكبر حضور لمزودي هذه الخدمات في المنطقة. وقد أعلنت هذه الشركات عن مناطق توافر سحابية جديدة تعتزم نشرها من خلال مراكز البيانات الخاصة بها في دولة الإمارات، مما يعزز القدرة التنافسية للشركات العاملة في الدولة مع تزويدها ببنية متقدمة وأمن قوي وشامل لإجراء الأعمال بسلاسة وحلول موثوقة للتعافي بعد الكوارث.
وبهذه المناسبة، قال فراز أحمد، الاستشاري في قسم البحوث لدى جيه إل إل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة احتلال موقع الريادة في مشهد مراكز البيانات في المنطقة، وذلك في الوقت الذي أصبحت فيه البيانات تحدد معايير الابتكار والكفاءة والقدرة التنافسية، ليس فقط في مجال العقارات ولكن في جميع القطاعات. ومن خلال استثماراتها الاستراتيجية في البنية التحتية للمدن الذكية، وتبنيها لاستراتيجية قوية في الذكاء الاصطناعي، ونهجها الحكيم في تنمية المواهب، فإن الدولة لا تصبح مركزاً للاستثمار فحسب، وإنما ترسي الأسس لتحقيق نجاح أكبر في المستقبل. وتؤكد الإمارات من خلال مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، التزامها بتعزيز الثقة الرقمية، مما يجعلها ليس فقط مجرد وجهة إقليمية رائدة في مراكز البيانات، وإنما معقلاً للأمن والموثوقية أيضاً”.
وأضاف أحمد: “مع كل خطوة تخطوها الإمارات في مجال الابتكار، فإنها تدفع بنفسها نحو آفاق جديدة من التميز الرقمي والنشاط الاقتصادي. ومن الواضح أن هذا الزخم سيشهد تسارعاً، مما يعزز مكانة الدولة في مجال مراكز البيانات ويرتقي بمكانة المنطقة على الساحة العالمية”.
وفي حين أن سوق مراكز البيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا لا تزال في مراحلها الأولى من التطور، إلا أنها تحقق نمواً سريعاً. ومن المتوقع أن تصبح المنطقة واحدة من أسرع أسواق مراكز البيانات نمواً في السنوات المقبلة، نظراً لإمكانات التوسع القوية التي تمتلكها لسد الفجوة بين العرض المحدود والطلب المتزايد. ويوجد حالياً حوالي 73 مركز تنظيم تعمل في جميع أنحاء الإمارات والسعودية وقطر وعمان والكويت.