يؤكد الدكتور ألكسندر بيكر، مدير العمليات اليومية لدى شركة “سيرفس وار”، على أهمية زيادة التركيز على التعاون بين مدراء تكنولوجيا المعلومات والمدراء الماليين لتمكين الشركات في كيفية تبني حلول الإدارة المالية بطريقة شاملة وقائمة على البيانات، ويمكن أن يكون الابتكار هو الحل الأمثل الذي تطالب به الشركات برأيه.
ويبين الدكتور بيكر، أنّ أهمّية البيانات والتحليلات لنجاح الأعمال التجارية هي مسألة راسخة بالفعل، مشيراً إلى أنّه وبعد التعافي العالمي بعد وباء كوفيد-19 ومرور العالم بخطر الركود الاقتصادي، فقد تغيرت ساحة ممارسة الأعمال التجارية بشكل سريع وازدادت الحاجة إلى تقليل التكاليف التشغيلية التأسيسية بالتوازي مع تعزيز الابتكار في المستقبل.
وأضاف، “لا يخفى على أحد أن وتيرة التغيير تتسارع بلا توقف على جانبي معادلة الطلب على الأعمال التجارية من جهة وتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى”. في الوقت نفسه، “أصبح أعمال الشركات أكثر تنوعاً وتفصيلاً مع سعي المؤسسات التجارية – وحتى المستخدمين من الأفراد– إلى إيجاد حلول لتكنولوجيا المعلومات تتناسب مع احتياجاتهم بشكل دقيق جداً. إلا أنّه ليس من المستغرب، بحسب وصفه، أن “ينتج عن زيادة السرعة والتعقيد في هذا المجال، مجموعة من التحديات ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وأردف بيكر، “بحسب دراسة حديثة أجراها مدير تكنولوجيا المعلومات، “واتركولر”، يقوم نحو (44%) من مديري تكنولوجيا المعلومات بالإبلاغ عن مشكلات تتعلق برسم خرائط لمقاييس الأداء المالي لتكنولوجيا المعلومات على مؤشرات الأداء الرئيسية والنتائج على مستوى الشركات، ولكنهم يتآلفون مع العواقب في الوقت الحالي. وبين أنّ هذا يمثل مشكلة بالنسبة للعديد من الشركات، وفي حين أن القرار بالنسبة للكثير منها هو أنّ تأجيل معالجة هذه العواقب إلى وقت لاحق يمكن أن يؤدي إلى آثار كبيرة على المدى الطويل.
القيمة والمساهمة فضلاً عن التكلفة والكفاءة
وقال بيكر: “عند البحث في مسألة الإدارة المالية، نجد أن هناك ميلاً إلى التفكير جيداً بمراقبة التكاليف المالية، وفي حين من الواضح أنه من الأهمية بمكان تحسين نمو ربحية الشركات كونها تحتاج إلى آلية مضمونة لإنفاق الأموال والموارد بشكل جيد لاستثمارها في الابتكار”. وفي الواقع وبحسب الدراسة، “يركز نحو (78%) من كبار المسؤولين التنفيذيين على الإدارة المالية لتكنولوجيا المعلومات (ITFM)، وأن الاستثمارات المضمونة والمتعلقة بتكنولوجيا المعلومات لها تأثير عالٍ في الأعمال التجارية للشركات”، في حين يرى (48%) الاستثمار بالمحفظة للمشاريع التجارية هو المحرك الرئيسي للشركات.
وأضاف، “يدرك (42%) من كبار مسؤولي تكنولوجيا المعلومات أنّ تعزيز دور تكنولوجيا المعلومات يجب أن يكون كعامل رئيسي لتمكين لإيرادات وليس فقط مجرد تكلفة، وبشكل ملحوظ، يرى ما يقرب (64%) منهم توفير الوقت/الميزانية، للتطورات الجديدة يعد عامل ثانوي لـ الإدارة المالية لتكنولوجيا المعلومات ITFM. وقال بيكر معلقاً على الدراسة: “يسلط هذا البحث الضوء على خلفية الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية الكبرى التي حصلت في العالم، يدرك قادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات أنّهم لا يستطيعون أن يضمنوا طريقهم نحو النجاح في المستقبل، ولكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين عليهم القيام به لجني ثمار الأعمال التجارية لمؤسساتهم بشكل كامل على مستوى النشاط الدولي. ويعد التحول الرقمي والتحول في الأعمال أمراً بالغ الأهمية، وهو ما يسلط بدوره الضوء على التكنولوجيا ويؤكد على دور تكنولوجيا المعلومات باعتبارها أداة تمكين استراتيجية للشركات.
وأردف، “إن السير جنباً إلى جنب مع هذه التطورات، هو اعتراف بأن الإدارة المالية لتكنولوجيا المعلومات ITFM الأكثر ذكاء، يمكن أن يساعد في رفع مصداقية تكنولوجيا المعلومات مع أصحاب المصلحة في قطاع الأعمال وتعزيز مكانتها كعامل تمكين للإيرادات، وليس مجرد توفير للتكاليف. والهدف من ذلك، رأيه، هو وضع أي وجهات نظر أولية لتكنولوجيا المعلومات بوصفها مجرد مركز للتكاليف وجعلها تعمل كجزء موثوق به ومتكامل من استراتيجية العمل الشاملة. والفشل في التعبير بشكل فعال عن الكيفية التي يعزز بها الإدارة المالية لتكنولوجيا المعلومات ITFM وظائف الأعمال الأوسع يمكن أن يقلل من قيمته المتصورة ويخلق مقاومة.
زيادة التركيز على التعاون بين مدير المعلومات والمدير المالي
يعد تخفيض التكاليف وتعزيز الشفافية، أكثر تعقيداً من مجرد اختيار واحدة من العديد من أدوات البرمجيات المتوفرة في السوق. كما إنّ التوافق والتعاون الثنائي بين المديرين الماليين والموظفين الفنيين المبتدئين أمر بالغ الأهمية لتمكين المنظمات وضمان استخدام وتنفيذ الأدوات بفعالية في جميع قطاعات الأعمال. وتعد أدوات إدارة المعلومات المالية لخدمات المؤسسات أمر حيوي لتمكين الشركات والقادة من تحصيل تفسيرات وبيانات جوهرية حول تكاليف التشغيل في الوقت الحقيقي وبيانات عن المشاريع والموردين، وكذلك الكشف الحقيقي عن تكاليف تكنولوجيا المعلومات التي توفر بدورها مجموعة كبيرة من البيانات ورؤية مركّزة عن عمليات الشركات التجارية. وتتيح هذه الأدوات التخطيط القائم على الحقائق للسيناريوهات، وتساعد بدورها على ضمان أن تكون الابتكارات والاستراتيجيات الرقمية دور في المقدمة لتحسين الخدمات والعمليات مع إضافة القيمة في الوقت نفسه.
من المهم أن التأكيد على أنه إلى جانب التكنولوجيا، يُنظر إلى الشراكة القوية بين كبير مسؤولي المعلومات والمسؤول المالي على أنّها حاسمة بالنظر إلى الحاجة إلى التحول المتعلق بالسياسات والعمليات. وتساعد الشفافية في العمل بين كبير مسؤولي المعلومات والمشرف المالي من كسب تأييد مجالس إدارة الشركة وبقية فريق العمل عند مشاركة رؤيتهم واقتراح تغييرات الأعمال. كما أن ذلك يمنحهم مساراً واضحاً في السيطرة والسرعة اللازمة لقيادة أسلوب توجيه العمل مباشرة، ويدعمه فهم دقيق للتكلفة والقيمة وإمكانية التطوير. وقد ذكرت الدراسة أن الغالبية العظمى من كبار المسؤولين التنفيذيين يتفقون (94%) على أن الشراكة القوية بين كبير مسؤولي المعلومات والمشرف المالي أمر بالغ الأهمية لتحقيق أقصى قدر من التأثير المستمر على الأعمال التجارية. وقرارات الاستثمار التي تتخذ على هذا الأساس تقدم عوائد كبيرة للشركة، ويمكنها من تحويل التكاليف والادخار بطريقة أفضل تتناسب مع أهدافها للشركة.
تحول قائم على البيانات لتحقيق النجاح في المستقبل
لطالما كانت الإدارة المالية جزءاً لا يتجزأ من قيادة تكنولوجيا المعلومات مع مسؤوليتها عن أجزاء محددة من متابعة الميزانية، عادة ما يتم تفويضها بالبرامج والمشاريع والوحدات الوظيفية التي تديرها داخل مؤسسة تكنولوجيا المعلومات. والمشكلة هي أن المحاسبة الالية والإنفاق هو في كثير من الأحيان ينظر إليها على أنّها عمل روتيني. ولكن في أكثر الأحيان، نسمع بأن محترفي تكنولوجيا المعلومات يقولون إنهم يشعرون بأن شيئاً ما صحيح أو غير صحيح أو أنّهم يعرفون أن الاستثمار أو مسار العمل من شأنه أن يحدث فرقاً إيجابياً كبيراً، لكنهم قد يجدون أنه من المستحيل إثبات قضية التغيير. ومع ذلك، فإنّ ظهور أدوات ومنصات تكنولوجيا المعلومات الذكية والمتخصصة يمثل فرصة لتبني عقلية مختلفة، من خلال اعتماد حلول الإدارة المالية بهذه الطريقة الشاملة والقائمة على البيانات، يمكن أن يكون الابتكار بالفعل هو الحل لمتطلبات المؤسسة-واحتياجات المدير المالي – في هذه الأوقات الحرجة.