من المقبول منطقيا أن نقول إنه في وعام 2022 ، وكما حصل في العامين الماضيين لها ، قادت الاستثمارات الرقمية مسيرة الأعمال المتعددة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
ويؤكد هذا إن التحول الرقمي لم يعد مجرد نشاط يقوم به عدد من المتخصصين في قطاع تكنولوجيا المعلومات ، ولكنه يحقق ما هو أفضل من كل هذا.
ويهتم رواد الأعمال في جميع الوظائف بالتوجهات الاستراتيجية في قطاع التكنولوجيا ، وفي عام 2023 يمكننا أن نتوقع تحقيق المزيد من الشيء ذاته وهناك بعض من الفرص الرائعة أمام أولئك الذين يتخذون الخطوات الصحيحة في هذا الصدد ، ويقصد هنا الاعتماد على التطورات التقنية .
التفوق الرقمي هو من سيحدد الطرف الرابح هذا العام
تزامنا مع وصول الجيل الأكبر عمرا (أو ما يعرف بجيل الألفية الثانية) ممن ولد خلال الأربعة عقود الماضية إلى الأربعينيات ، بتنا نعيش في عالم رقمي حقيقي، ولهذا يجب أن تتكيف الشركات في عموم المنطقة مع هذا الأمر وذلك التوجه.
وقد أصبحت تجارب المستخدم الرقمية للهواتف الذكية ومتصفحات الويب المعيار لجذب العملاء واستمرارهم مع أي شركة ، وعلى سبيل المثال وفي عموم أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ، وفي كل قطاع صناعي ، بتنا نرى هذا الأمر.
صراحه كل قطاع أو مؤسسة اعتمدت على التقنية المتطورة نجحت في تحقيق الكثير من المكاسب وحققت الازدهار المطلوب، وعلى العكس من ذلك من لم يعتمد على هذه التقنية واجه خسائر بالجملة.
ومن المتوقع هذا العام 2023 أن نرى ضغطًا متزايدًا على الشركات للاستفادة من التجارب الرقمية للتنافس على المستهلكين ذوي الدخل المتاح الأقل.
هناك بعض الشركات التي تعتمد على إنجاز نحو 65٪ وحتى 75٪ من أعباء العمل على الحواسيب التقليدية القديمة.
غير أن الوضع بات يتغير لهذا العام ٢٠٢٣ ، وبات مفروضا عليهم الانتقال إلى التقنيات المتطورة وإعادة تشكيل عروضهم الرقمية في خدمات تقنية صغيرة من أجل تحقيق الهدف والعمل المطلوب وسهولة التنقل التقني بين فروع الشركة المتعددة لتحقيق ما يمكن وصفه بالشفافية الرقمية المطلوبة والتي تعمل على مدار الساعة بصورة تخدم كبار محركات البحث والبيع في مؤسسة كبيره مثل موقع أمازون في الإمارات Amazon.ae.
(تم تصنيف موقع شركة أمازون لتجاره التجزئة في الإمارات كواحد من أكبر وأنشط المواقع الالكترونية التابعة لشركة أمازون العالمية في العالم)
الحاجة إلى القبول بنظام الموافقة الرقمية (التقنية) للمستهلك
في عام 2022 ، شهدنا نشر قانون خصوصية البيانات الفيدرالي لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وهو القانون الذي تم تطبيقه في مختلف القطاعات بداية من الخدمات المصرفية وحتى الرعاية الصحية ، وسيستمر تفعيل هذا القانون والتوسع في تطبيقه هذا العام أيضا 2023. وبالتالي بات من المفترض على أي مؤسسة تمتلك معلومات شخصية عن عملائها أن تتبنى ثقافة حماية لهذه البيانات والمحافظة عليها ، وسيؤثر هذا جودة وكفاءه عمل الشركة في مختلف القطاعات.
وعلى سبيل المثال ، وفي مجال الرعاية الصحية ، حيث نشهد طلبًا متزايدًا على العمل وفقا للتطبيقات التقنية ، واستخدام الأجهزة المتطورة والعلاج عن بعد (الكشف الطبي عن طريق إجراء محادثة مع الطبيب عبر الهاتف سواء عبر الاتصال الصوتي او المرئي باستخدام تطبيق زووم) .
وفي هذا الصدد يجب على المؤسسات الطبية التي تلتزم بقطاع التقنية الرقمية أن تعمل وفقا لسيناريو لا يتم فيه الوصول إلى بيانات المريض إلا بموافقة صريحة منه.
ووفقا لوسائل حماية البيانات التقنية ، لا تعتمد موافقة العميل على احتفاظ المؤسسة الطبية على بياناته على توقيعه السري فقط ، ولكن أيضا من أجل الوصول لفرص حماية أفضل يجب أن تتاح للعميل حرية قبول أو رفض الوصول إلى تطبيق معين تستخدمه المؤسسة الطبية ، ووضع حد زمني معين مشروط لهذا الوصول.
يجب أن تتمتع تطبيقات الجيل التالي بوسائل تقنية متطورة ومتميزة
يستمر نقص المطورين التقنيين المحترفين في المنطقة ، وحتى مع انطلاق مبادرات مثل البرنامج الوطني للمبرمجين في الإمارات العربية المتحدة. تتوقع دراسة حديثة لـ IDC (مؤسسة البيانات الدولية)أن يصل النقص في المبرمجين العالميين إلى 4 ملايين بحلول عام 2024. (تقرير مؤسسة البيانات الدولية يؤكد أن الشركات العالمية تحتاج إلى ما يقرب من ٤ مليون مبرمج تقني ماهر بحلول العام القادم)
الدراسة أوضحت أن المبرمجين ممن يتمتعون بمهارات تقنية متطورة في مختلف القطاعات التقنية ، لا يحصلون على عروض جيده للعمل ، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مستوى العمل التقني بأي مؤسسة .
وسيكون لذلك بالطبع تأثير لافت على المنظومة التقنية بالشركات ، وهي المنظومة التي ستوليها الشركات أولوية قصوى في ظل حاجتها الدائمة إلى تقديم خبرات الأعمال والتجارب الرقمية المتطورة.
وجد استطلاع أجرته شركة WSO2 خاص بإعادة برمجة المؤسسات ، أن ما يقرب من اثنين من كل ثلاثة (65٪) من صناع القرار في تكنولوجيا المعلومات أو ما يعرف بقطاع (ITDMs) يعتقدون أن تطوير السحابة الأصلية هو أكثر المهارات المطلوبة لمنظمتهم بسبب ارتباطها الثابت بوتيرة الابتكار.
وأشار أكثر من نصف (54٪) من الـ ITDM الذين شملهم الاستطلاع إلى أن النقص في المطورين أدى إلى تأخير المشاريع وانخفاض الإنتاجية. يجب التغلب على مثل هذه الاختناقات التي تحول دون التقدم في عام 2023 لتقديم التجارب الصحيحة بالوتيرة المناسبة لإرضاء المستهلكين الرقمية.
يذكر أن شركة WSO2 تعمل على تزويد الشركات والمؤسسات بالتقنيات المتطورة بصورة مفتوحة ومتواصلة ، وتوفر الشركة منصة مؤسسية لدمج واجهات برمجة التطبيقات والتطبيقات وخدمات الويب محليًا وعبر الإنترنت.
من المؤكد أن الخدمات والأنظمة الأساسية التقنية الأصلية مرغوبة لأنها تسمح لفرق التطوير بعمل المزيد بموارد أقل.
ولكن في حين أن بناء القدرة التقنية والمتطورة لأي مؤسسة قد يكون عملية أسرع من دورات حياة التطوير القديمة المسموح بها ، فإن تعلم بنائها يستغرق وقتًا.
وتستغرق مواكبة الأدوات والممارسات سريعة التغير التقني المتطور مزيدًا من الوقت.
بدلاً من الاعتماد على المزيد من المبرمجين، يمكن للمؤسسات البحث عن تقنيات أفضل ، حتى مع أهمية وجود المبرمج في منظومة العمل بزي شركة.
وفي عام 2023 ، يمكننا أن نتوقع أن تتخذ هذه الأدوات السابق ذكرها شكل منصات تطوير التقنيات الأصلية ، وهي تعمل وفقا لأسلوب احتياج الشركة ، او خفض التعليمات البرمجية المسبقة المعروف ب (LDPs) والتي ترفع مستوى التجريد الذي يتفاعل فيه المطورون مع بيئات التطوير لجعلها أكثر إنتاجية. (المقصود هنا هو العمل وفقا لاحتياج الشركة بعيدا عن أي جانب عملي آخر)
وفي هذا الصدد يتيح نظام LDPs أيضًا للمطورين غير التقنيين أو “الموظفين” بالشركة تحسين مهاراتهم وتحمل العبء عن بقيه القطاعات بالشركة.
وفي هذا الصدد أيضا يسمح نظام LDPs للشركات التي تبيع المنتجات عبر الانترنت بالوصول إلى البضائع التي تتمتع بالجودة المثالية في ظل مرونة هذا النظام وقدرته على التطوير التقني اللافت.
ستكون إستراتيجية API الأولى ضرورية لتسريع الابتكار
تسمح واجهات برمجة التطبيقات (APIs) للابتكار بالوصول إلى وتيرة لا تستطيع المؤسسات الفردية الوصول إليها بمفردها. يمكن أن تكون الشركات التي لديها استراتيجية واجهة برمجة التطبيقات أولاً من أي صناعة ، ولكن واجهات برمجة التطبيقات ذات استخدام خاص للقطاعات شديدة التنظيم حيث يمثل الامتثال للخصوصية والمعايير الأخرى مصدر قلق رئيسي.
على سبيل المثال ، يمكن للبنوك إنتاج برامج تطبيقية متطورة من أجل السهولة في التعامل مع الجمهور ، وسرعه الخدمة وإمكانية التوسع لضم المزيد من العملاء ، ليس هذا فحسب ولكن أيضا يمكن للبنوك تسريع منظومة عملها من خلال توحيد أساليب العمل بالتطبيقات التي تعتمد على التقنيات المتطورة للتفاعل مع الأنظمة الداخلية الحالية والبيانات الحساسة التي تحتفظ بها في زي موضع وقبل أي عملية تنظيم نقل تقني لأي بيان من البيانات.
أي مؤسسة تتبنى استراتيجيات API والتي تعني (واجهة برمجة التطبيقات ، وتعني أيضا بوصفٌ العناصر البرمجيّة حسب وظائفها، ومدخلاتها ومخرجاتها ، ويتمثل الهدف الرئيسيّ من هذه الاستراتيجية في توفير قائمة من الوظائف المستقلّة تمامًا عن الآلية التقنية التي نفّذت بها، لتتيح للآخرين التواصل معها من خلال أيّ آلية أخرى …وهو ما يعني سهوله الاستخدام التقني السريع لهذه المنظومة) .
ومن المنتظر أن تجني قريبًا فوائد الابتكار الأسرع والمزيد من الشراكات الإستراتيجية، ويؤدي تطوير إمكانات واجهة برمجة التطبيقات في وقت مبكر من عملية الترحيل إلى المنظومة المتطورة تقنيا إلى تسهيل تطوير أو اعتماد تطبيقات جديدة عبر المزيد من خدمات المؤسسة مع استمرار الترحيل.
بالعودة إلى صناعة FSI (الشرائح التقنية) كمثال ، ووفقًا لدراسة مشتركة أجرتها مؤسستي American Banker و Arizent تقدم 48٪ من المؤسسات المالية الخدمات المصرفية عبر تطبيق تابع لجهة خارجية، أي ان هذه المؤسسات يمكنها ان تساعد العميل على الولوج والدخول لأي بيانات خاصة به.
ويُعد مقدمو تقديم الخدمات التكنولوجية المالية طريقة رائعة للبنوك للمشاركة في الخبرات الرقمية وحملها على التسويق بسرعة ، لكن توجد مثل هذه الفرص للصناعات الأخرى.
وتحتفظ المؤسسة التي تنشئ العلاقة مع العميل بتلك العلاقة وتحافظ على الخصوصية من خلال واجهة برمجة التطبيقات (API) أثناء الشراكة مع مزود خارجي موثوق به لطرح التجارب الرقمية التي تشتد الحاجة إليها.
كيف يصبح الطريق نحو النجاح أكثر سلاسة
اعتدنا في الأوقات الدقيقة والصعبة التي تتعرض فيها عملياتنا التجارية لتأثير سلبي جراء التطورات الخارجية ضرورة توفير حماية ذكية لها.
غير أن الأوقات العصيبة علمتنا كيفية الاستفادة من الأزمة ، وكيف يمكن أن نحول فتافيت الفحم الناعم إلى لؤلؤ أو ماس.
لقد عانت المنطقة ، وصمد اقتصادها ، ونحن مستعدون للنجاح إذا اعتمدنا فقط الاستراتيجية والاستثمارات الرقمية الصحيحة.
هناك قرارات أمامنا ، ولكن هناك ثروات أيضًا تنتظر كل من يتخذ الخطوات الصحيحة.