توقع استبيان خاص أجرته شركة KPMG الدولية قيام غالبية الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية بدمج الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة المعروفة ب (ESG) في النظم الاستراتيجية الخاصة بأعمالهم من أجل تحقيق التنمية المستدامة ، ويمكن عن طريق ذلك تجنب المخاطر الناجمة نسبيا عن التكنولوجيا المضرة بالبيئة.
وأعتمد الاستبيان على رؤية الرؤساء التنفيذين في المملكة العربية السعودية والتي أجريت عام 2021 حول جدوى المبادرات وفرص النمو ، وشمل الاستبيان سؤال 1325 مديرًا تنفيذيًا منهم 50 في المملكة العربية السعودية ، بالإضافة إلى ضم الدراسة لمحتوى مقابلات أجريت مع بعض من رواد الأعمال في المملكة.
وتشير المعطيات إلى أن من شاركوا في الاستبيان من السعودية يمثلون شركات تزيد إيراداتها عن نصف مليار دولار أميريكي ، فضلا عن أن 60٪ من الشركات تتمتع بإيرادات تزيد قيمتها عن مليار دولار أميريكي.
ونظرًا لزيادة الضغوط من أصحاب الأعمال، يضع المدراء التنفيذيون صحة الإنسان في المقام الأول للارتقاء بالعائد المجتمعي ، وعلق 92٪ من الرؤساء التنفيذيين ممن شملهم الاستطلاع في المملكة على أن تعاطيهم مع تداعيات جائحة كوفيد ١٩ أدى إلى اهتمامهم بصورة ملفته بالمكون المجتمعي في سلوكهم البيئي والاجتماعي الخاصة بهم.
من ناحية أخرى ، يشعر 30٪ فقط من الرؤساء التنفيذيين في المملكة بأنهم يسعون جديا من أجل تلبية طموحاتهم المتنوعة والشمولية بصورة لا تخل بالسلوك البيئي الجيد ، مقابل 56٪ على مستوى العالم أبدوا اهتماما بالنقطة ذاتها.
ويتطلب إحراز تقدم إيجابي بشأن تغير المناخ اتخاذ إجراءات من جانب كل من الشركات والحكومة ، حيث وجد الاستبيان الذي أجرته شركة KPMG أن 42٪ من المدراء التنفيذيين في السعودية يعتزمون استثمار أكثر من 10٪ من عائداتهم من أجل تحقيق التنمية المستدامة ، ووجد ستة من بين كل 10 مدراء تنفيذيين في المملكة أن برامج ESG الخاصة بهم تعمل على تحسين الأداء المالي بصورة عامة.
ويقول الدكتور عبد الله الفوزان ، رئيس مجلس إدارة شركة KPMG في المملكة العربية السعودية : ” نلاحظ أن الرؤساء التنفيذيين يضعون اعتبارات حماية البيئة وحوكمة الشركات المعروفة ب ESG في مقدمة استراتيجياتهم الطويلة الأجل لشركاتهم.”
ويضيف الفوزان : ” كان أمرا متميزا رؤية هذا التوجه ، ورؤية رواد الأعمال يربطون النجاح الاقتصادي لشركاتهم بنجاح أجنداتهم البيئية والاجتماعية والحوكمة…لقد أثبت هؤلاء المدراء أنهم قادرين على أن يكونوا ضمن عوامل التغيير الإيجابية”.
ووفقًا لنتائج الاستطلاع ، فإن الرؤساء التنفيذيين في المملكة العربية السعودية متفائلون وواثقون ويتوقعون نموًا قويًا من خلال عمليات الاستحواذ الاقتصادي لهم ، وبجانب هذا ينظر ما يقرب من 86 ٪ من الرؤساء التنفيذيين في المملكة إلى صفقات الاندماج والاستحواذ التي يتم القيام بها كوسيلة للنمو في السنوات الثلاث المقبلة. كما يرى نحو 88٪ أنهم بحاجة إلى أن يكونوا أسرع في تحويل الاستثمارات إلى الفرص الرقمية.
هناك أيضا نحو 84٪ من الرؤساء التنفيذيين بالسعودية يثقون في نمو المملكة ، بينما يتوقع 90٪ أن تتجاوز شركاتهم مستويات ما قبل الوباء. ويقول الدكتور الفوزان: “لم تنتهي جائحة كوفيد ، لكن الرؤساء التنفيذيين واثقون بشكل متزايد بشأن النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية والعالم…ومع وفرة الإمكانات ، ويأمل الرؤساء التنفيذيون في الوقوف في المقدمة لتهيئة أعمالهم للاستحواذ عليها.
وتعتبر استراتيجيات النمو غير العضوي خيارًا شائعًا لاغتنام هذه الفرص ، ويتطلع قادة الأعمال إلى التوسع بشكل عضوي والاستمرار في تقييم مستقبل العمل لضمان قدرتهم على جذب أفضل المواهب “.
ويؤكد الرؤساء التنفيذيون على القيادة الهادفة ، مع التركيز على التحول الرقمي لمنظماتهم وصقل مهارات القوى العاملة الرشيقة.
واختتم الدكتور الفوزان حديثه بالقول : “المرونة ستكون مفتاح الانتعاش الاقتصادي. إلى جانب تدخلات محددة من الإدارات التشغيلية لنمو المواهب الوظيفية التي تساهم في بناء منظومة طموحة للارتقاء بالعوامل التقنية ، ويحتاج المدراء التنفيذيين إلى إحاطة أنفسهم بأشخاص يتمتعون بالمرونة. ويحتاجون أيضًا إلى تحديد استثمارات ESG الضرورية لتحقيق قيمة طويلة الأجل.
وأضاف الفوزان “يحتاج الرؤساء التنفيذيون إلى عقلية الناس أولاً – والاستثمار في التقنيات الجديدة والقدرة البشرية. إنهم بحاجة آيضا إلى أن يحققوا أهدافهم من أجل كسب ثقة أصحاب المصلحة والمساعدة في بناء عالم أكثر ازدهارًا واستدامة. “